الأخطبوط هو أحد الكائنات البحرية الرخوية، ينتمي إلى طائفة رأسيات القدم (Cephalopoda)، ويُعتبر من أكثر المخلوقات ذكاءً في عالم البحار. يعيش في مختلف المحيطات، خصوصًا في المناطق الصخرية والشعاب المرجانية.
🧬 تصنيف الأخطبوط
أنواع الأخطبوط
يوجد أكثر من 300 نوع من الأخطبوطات حول العالم، وتختلف فيما بينها من حيث الحجم، اللون، والسلوك. فيما يلي أشهر الأنواع:
1. الأخطبوط الشائع (Common Octopus)
-
الاسم العلمي: Octopus vulgaris
-
يعيش في البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي.
-
يتميز بقدرته الكبيرة على التمويه وتغيير الألوان بسرعة.
2. الأخطبوط ذو الحلقات الزرقاء (Blue-ringed Octopus)
-
الاسم العلمي: Hapalochlaena lunulata
-
صغير الحجم لكنه شديد السمية، إذ يمكن لسمّه أن يقتل الإنسان.
-
يعيش في المياه الضحلة حول أستراليا وجنوب شرق آسيا.
3. الأخطبوط العملاق في المحيط الهادئ (Giant Pacific Octopus)
-
الاسم العلمي: Enteroctopus dofleini
-
أكبر أنواع الأخطبوطات في العالم، قد يصل وزنه إلى 50 كغ وطوله أكثر من 5 أمتار.
-
يتميز بعمر أطول نسبيًا مقارنة بالأنواع الأخرى.
4. الأخطبوط المقلد (Mimic Octopus)
-
الاسم العلمي: Thaumoctopus mimicus
-
يعيش في المحيط الهندي وجنوب شرق آسيا.
-
يتمتع بقدرة مذهلة على تقليد كائنات بحرية مثل السمك المفلطح وثعبان البحر السام لحماية نفسه.
5. الأخطبوط الزجاجي (Glass Octopus)
-
الاسم العلمي: Vitreledonella richardi
-
نوع نادر وشفاف يعيش في أعماق البحار.
-
يمكن رؤية أعضائه الداخلية من خلال جسمه الشفاف.
6. أخطبوط المرجان (Caribbean Reef Octopus)
-
الاسم العلمي: Octopus briareus
-
يتميز بألوان زاهية تتراوح بين الأخضر والأزرق.
-
يعيش في الشعاب المرجانية في الكاريبي والمحيط الأطلسي.
كيف يحمي الأخطبوط نفسه؟
يحمي الأخطبوط نفسه بطرق مذهلة رغم ليونة جسده، فهو يطلق سحابة من الحبر الأسود لتشويش العدو والهروب بسرعة، كما يستطيع تغيير لونه وشكله ليتنكر بين الصخور والرمال بفضل خلاياه الصبغية. يتميز أيضًا بقدرته على تغيير شكل جسمه والاختباء في الشقوق الصغيرة، وإذا أمسك به مفترس يمكنه قطع أحد أذرعه والتخلص منه، لتنمو من جديد لاحقًا. بعض الأنواع مثل الأخطبوط المقلد تلجأ إلى الخداع بتقليد كائنات بحرية خطيرة كقنديل البحر أو ثعبان البحر، مما يخيف أعداءها ويمنحها فرصة النجاة.
قلوب الأخطبوط
يمتلك الأخطبوط ثلاثة قلوب، وهي من أغرب صفاته الحيوية. يعمل قلبان فرعيان على ضخ الدم إلى الخياشيم حيث يتمّ تزويده بالأكسجين، بينما يقوم القلب الرئيسي بضخ الدم الغني بالأكسجين إلى باقي أجزاء الجسم. والمثير للاهتمام أن هذا القلب الرئيسي يتوقف عن العمل أثناء السباحة، لذلك يفضّل الأخطبوط الزحف على قاع البحر بدل السباحة الطويلة لتوفير طاقته. كما أن دمه أزرق اللون وليس أحمر مثل الإنسان، وذلك لأنّه يحتوي على مادة الهيموسيانين الغنية بالنحاس، وهي تساعده على نقل الأكسجين في المياه الباردة والعميقة.
وصف الأخطبوط
الأخطبوط كائن بحري رخوي يتميز بجسمه اللين الذي يشبه الكيس، وله ثمانية أذرع مزوّدة بممصّات قوية تساعده على الإمساك بالفريسة والحركة بسهولة في الماء. يمتلك رأسًا كبيرًا يحتوي على دماغ متطور وعيونًا كبيرة تمنحه رؤية دقيقة حتى في الظلام. لا يملك الأخطبوط أي عظام، مما يجعله قادرًا على تغيير شكله والانزلاق داخل الفتحات الضيقة. يتميز بجلده القادر على تغيير اللون والملمس ليتنكر في بيئته أو للتواصل مع غيره من الأخطبوطات. ورغم مظهره الغريب، يُعدّ من أذكى الكائنات البحرية وأكثرها قدرة على التكيف في أعماق البحار.
موطن الأخطبوط
يعيش الأخطبوط في مياه البحار والمحيطات حول العالم، خاصة في المناطق الاستوائية والمعتدلة. يفضّل الإقامة في قاع البحر بين الصخور أو داخل الكهوف والشقوق، حيث يجد الحماية من الأعداء. بعض الأنواع تعيش في المناطق الضحلة بالقرب من السواحل، بينما توجد أنواع أخرى في أعماق المحيطات حيث الظلام والبرودة. يختار الأخطبوط بيئة توفر له أماكن للاختباء وفرائس كافية مثل الأسماك الصغيرة والقشريات، وغالبًا ما يُلاحظ نشاطه ليلًا، إذ يخرج للصيد في الظلام ويعود إلى مخبئه عند بزوغ النهار.
تغذية الأخطبوط
يتغذى الأخطبوط على الأسماك الصغيرة والقشريات مثل السلطعون والجمبري، إضافةً إلى المحار والرخويات. يستخدم أذرعه الثمانية المزودة بالممصّات القوية للإمساك بالفريسة بإحكام، ثم يستعمل منقاره الصلب لتمزيق قشرتها أو فتح صدفتها. بعد ذلك يفرز لعابًا يحتوي على إنزيمات تساعده على إذابة لحم الفريسة لتسهيل التهامها. يعتمد الأخطبوط غالبًا على عنصر المفاجأة في صيده، إذ يختبئ بين الصخور وينقض بسرعة على فريسته، كما يمكنه استخدام الحيلة والتمويه للاقتراب منها دون أن تشعر به.
ذكاء الأخطبوط
يُعدّ الأخطبوط من أذكى الكائنات البحرية على الإطلاق، إذ يمتلك دماغًا متطورًا وعددًا كبيرًا من الخلايا العصبية تمتد حتى أذرعه، مما يمنحه قدرة عالية على التفكير والتعلّم والتصرّف باستقلالية. يمكنه حلّ الألغاز وفتح العلب والزجاجات للوصول إلى الطعام، كما أظهرت التجارب العلمية أنه قادر على تمييز الأشكال والألوان وحتّى تذكّر الأشخاص الذين يتعامل معهم. يستخدم الأخطبوط ذكاءه أيضًا في التمويه والتخفي لتجنّب الأعداء، وفي التخطيط لهجماته على الفرائس. بعض العلماء يعتبرون ذكاءه قريبًا من ذكاء بعض الثدييات مثل الدلافين، مما يجعله مخلوقًا فريدًا في عالم اللافقاريات.
تكاثر الأخطبوط
يتكاثر الأخطبوط بالتزاوج الجنسي، حيث يقوم الذكر باستخدام أحد أذرعه المتخصّصة والمسمّاة الذراع الهادئة (Hectocotylus) لنقل الحيوانات المنوية إلى داخل تجويف الأنثى. بعد عملية التزاوج، تضع الأنثى آلاف البيوض الصغيرة داخل كهف أو مكان آمن، وتقوم بترتيبها على شكل عناقيد تشبه حبات العنب. تبقى الأنثى تحرس البيوض بعناية وتوفّر لها الأكسجين عن طريق تحريك الماء حولها، كما تنظفها باستمرار لحمايتها من البكتيريا.
وخلال هذه الفترة لا تأكل الأنثى شيئًا وتكرّس كل طاقتها للعناية بصغارها، حتى تفقس البيوض بعد أسابيع أو أشهر بحسب نوع الأخطبوط ودرجة حرارة الماء. وبعد الفقس، تموت الأم عادةً نتيجة الإرهاق ونفاد طاقتها، بينما تسبح الصغار بعيدًا وتبدأ حياتها المستقلة منذ اللحظة الأولى.
سلوك الأخطبوط
الأخطبوط يتميز بسلوك ذكي ومعقد يجعله فريدًا بين الكائنات البحرية:
- نشاط ليلي: معظم الأخطبوطات نشطة أثناء الليل، حيث تخرج للصيد والبحث عن الطعام، وتختبئ خلال النهار لتجنب الأعداء.
- التمويه والتخفي: يستخدم تغير اللون والملمس للاندماج مع البيئة المحيطة، سواء للهروب من المفترسين أو للتقرب من الفريسة.
- الاستقلالية والفضول: يُظهر سلوكًا فضوليًا تجاه محيطه، ويمكن أن يفتح العلب، يحل الألغاز، ويتعامل مع الأدوات البسيطة.
- الدفاع الذاتي: عند التهديد، يفرز الحبر الأسود للهرب، وقد يقطع أحد أذرعه لتشتيت العدو، كما يمكنه تقليد كائنات بحرية أخرى لإخافة المفترسين.
- الاستعمال الذكي للأذرع: كل ذراع يمكن أن تعمل مستقلة جزئيًا، ما يسمح له بالاستكشاف، الإمساك بالفريسة، وحتى التفاعل مع البيئة بشكل ذكي ومرن.
فوائد الأخطبوط
- غذائيًا: يُعدّ الأخطبوط مصدرًا غنيًا بالبروتين والمعادن مثل الحديد والزنك والسيلينيوم، كما يحتوي على أحماض أوميغا-3 الدهنية المفيدة لصحة القلب والدماغ.
- علميًا وبحثيًا: يستخدم الأخطبوط في الدراسات العلمية لدراسة الجهاز العصبي، السلوك الذكي، والتمويه، مما يساعد العلماء على فهم آليات التعلم والتكيف لدى الحيوانات.
- صناعيًا وثقافيًا: يُستفاد من بعض مكوناته في الأدوية والمستحضرات الطبية، كما أن مظهره الفريد وسلوكياته الذكية تجعله مصدر إلهام في الفن والأدب والثقافة البحرية.
- بيئيًا: يلعب الأخطبوط دورًا مهمًا في التوازن البيئي البحري، فهو مفترس فعال ينظم أعداد القشريات والأسماك الصغيرة ويحافظ على صحة الشعاب المرجانية.
إذا كانت لك معلومة عن الأخطبوط لم نذكرها!
شاركها معنا🤗
تعليقات
إرسال تعليق